الأربعاء، 30 ديسمبر 2009

قضاء المدينة في محافظة البصرة،وعشوائية البناء- د.محمدعرب الموسوي

قضاء المدينة احدى الاقضية التابعة لمحافظة البصرة، يقع على نهر الفرات وتحيط به بساتين النخيل،تربة القضاء غدقة اي مشبعة بالمياه الجوفية، بسبب المياه السطحية ولان المزارعين كانوا يشقون الاترعة النهرية لسقي بساتين النخيل، مما ادى الى تشبع التربة بالمياه وبالتالي فان اقامة المنشاة المدنية يحتاج لجهد متمثل في ازالة المياه الجوفية وبناء مجاري بعيدة عن هذه المنشاة والتي بدورها تسهل التخلص من المياه الجوفية وتقلل من نسبة الاملاح التي تضر بالبناء،القضاء يعاني من عدم وجود مخطط متكامل  مما ادى الى فوضوية البناء ،وبالتالي اصبحت مورفولوجية القضاء تعاني من تخبط في التخطيط الحضري ، اي غياب تخطيط الشوارع والمساحات الارضية التي عليها استعمالات الاراضي ومدى توسعها،كما يوجد ايضا تخبط في منطقة الاعمال المركزيةC.B.D حيث تداخل المنطقة التجارية بالسكنية وبالتالي خلف ذلك فوضى في تخطيط القضاء،ويلاحظ ان احاطة نهر الفرات من جميع جهات قضاء المدينة وانتشار بساتين النخيل حولها ادى الى عدم توسع القضاء من جميع الجهات وانحسار البناء داخل المساحات الفضاء والتي لم تخطط بشكل صحيح ، كما ان ازالة بساتين النخيل واقامة وحدات سكنية عليها قد ادى الى وجود جيوب عشوائية بسبب تشييد المساكن بطريقة غير منتظمة لتلبي حاجة سكانها ولتراعي ظروفهم الاجتماعية دون وجود نسق تخطيطي مسبق يحدد مسار الشوارع الرئيسة فيها، وقد ساعد ذلك على ظهور النمط العضوي غير المنظم في خطة المدينة،وبالتالي ساد نمط فوضوي داخل المنطقة المخططة المركز وبالاطراف، مما يستدعي معالجة ذلك بعدم منح تراخيص البناء للمواطنين بصورة عشوائية ، وايضا يجب معالجة البناء داخل المساحات المخططة ، اي التي سبق وان خططت لبناء منشاة مدنية (مدارس - متنزهات - محال تجارية وغيرها)، وعلى القائمين ان ياخذوا بعين الاعتبار التوسع المستقبلي بسبب الزيادة السكانية (النمو السكاني ) خصوصا ان الزيادة السكانية تحدث للاسر بطريقة الانشطار النووي ،اي تعدد الاسرة واستقلال افرادها المتزوجين مما يعني مزيدا من الوحدات السكنية والتي يعاني القضاء من وجود مساحات فضاء لتشييد عليها مثل هذه الوحدات وبالتالي يتسبب ذلك بتكدس سكاني في منطقة محدودة جدا، مما يزيد من الخدمات التي تقدم لهولاء السكان، ان عدم وجود نمط مخطط وعدم مراعاة الشروط التي تنفذ في جغرافية المدن سيؤدي الى مشاكل حضرية تسبب فوضى في نمط البناء، لذا ازالة الوحدات السكنية التي شيدت بطريقة عشوائية على مناطق مخطط لها سابقا، كذلك يجب مراعاة الجانب الجغرافي في اقامة شبكات الصرف الصحي وشبكات تصريف مياه الامطار والا بقيت المدينة تعاني من عشوائية البناء شانها في ذلك شان الاحياء العشوائية في العالم او مدن الصفيح.